وزارة الاقتصاد واتحاد المصدرين: خطط لكسر الحصار الاقتصادي وإعادة المنتج السوري إلى الأسواق الخارجية
دمشق – سينسيريا:
خطوات عديدة اتخذتها وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية خلال الفترة الماضية بالتعاون والتنسيق مع اتحاد المصدرين السوري لحماية المنتج الوطني وتنشيط تصدير الفائض منه ولا سيما المنتجات الزراعية وفتح أسواق جديدة لتعزيز وجود البضائع السورية في الأسواق التقليدية لها وكسر الحصار الظالم الذي فرض على الاقتصاد السوري خاصة أن المنتج السوري ما يزال يحافظ على جودته ومكانته في الكثير من الدول .
وأصدرت الوزارة العديد من القرارات خلال الفترة الماضية بهدف استمرارية الإنتاج الوطني كونه حجر الزاوية في نهوض الاقتصاد السوري واتخذت مجموعة من الإجراءات لإفساح المجال أمام الصناعات والمنتجات المحلية بمختلف أنواعها بالإقلاع مجددا عبر حصر الشرائح الأساسية الأولى من صناعات الألبسة بالصناعيين المحليين والتضييق على استيراد أي منتج ينافس الصناعة الوطنية وتفعيل الورشات الصغيرة المنتجة للألبسة ليتسنى لها طرح منتجها بالسوق ما يسهم في تأمين فرص عمل إضافية.
وإلى جانب الوزارة يعمل اتحاد المصدرين السوري لدعم الإنتاج الوطني حيث يؤكد رئيسه محمد السواح لـ سانا أن الاتحاد يعمل لتقديم كل ما يلزم لاستمرار عملية التصدير كونها شريانا حيويا ومهما لدعم الاقتصاد الوطني وأن إرادة المصدر السوري أقوى من الإرهاب وان المنتج السوري يصدر إلى جميع دول العالم رغم كل
الصعوبات موضحا أن المنتجات السورية بمختلف اصنافها وأنواعها الزراعية والصناعية ما تزال تصدر وتثبت وجودها في أسواق العديد من الدول “إذ يتم وبشكل أسبوعي تصدير آلاف القطع من الألبسة إلى دول عربية وأوروبية وحتى آسيوية نظراً لجودتها ومنافستها من حيث السعر”.
ويكشف السواح أن الاتحاد يعمل على فتح مراكز تصديرية له في بعض الدول وقريبا سيتم اطلاق مركزين في طهران والعراق مشيرا إلى الاتفاق الذي تم مع الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية العراقية مؤخرا بهدف تسهيل انسياب حركة الصادرات السورية إلى مختلف المدن العراقية وتنمية الصادرات الزراعية بين البلدين نظرا لأهمية السوق العراقي بالنسبة للمنتج السوري.
ويذكر رئيس اتحاد المصدرين أن سورية تنتج مختلف الأصناف الزراعية التي تحتاج إلى تسويق ورغم وجود الأزمة يتم تصدير مختلف المنتجات “لكن بكميات ليست كبيرة” نظرا للعقوبات المفروضة على سورية متوقعا أن يصل انتاج سورية من البرتقال خلال الموسم الحالي إلى 5ر1 مليون طن ومن التفاح 4500 ألف طن مبينا أن “سورية تأتي في المرتبة الأولى عالميا بإنتاج الكزبرة والكرز والقمح من حيث النوعية فيما يأتي القطن بالمرتبة الثانية وزيت الزيتون يحتل المرتبة الرابعة عالميا بكميات الإنتاج والأول عالميا بالنوعية”.
وفي تصريح مماثل يوضح اياد محمد عضو مجلس إدارة اتحاد المصدرين أن جهود الاتحاد تتركز في أكثر من اتجاه أهمها العمل على ترويج المنتج السوري من خلال المعارض التي تقام في العديد من الدول أبرزها معرضا سيريا مودا وسيريا موتكس في بيروت ومعرض غولف فوود في دبي، ومعرض عالم الغذاء في موسكو إضافة إلى مشاركة سورية في عدد من المعارض خلال هذا العام اقيمت في لبنان وبغداد ودبي وميلانو والهند واستراليا وغيرها وإقامة العديد من المعارض الداخلية لدعم الحرف اليدوية والتي اسهمت جميعها في دعم المنتج السوري وفتح أسواق جديدة له مبينا أن عدد العارضين السوريين بلغ خلال العامين الماضيين أكثر من130عارضا .
ويشيرمحمد إلى وجود معارض قادمة ستشارك فيها سورية أهمها معرض القرية العالمية الذي سيقام في دبي خلال الفترة القادمة وسيكون التحدي الأكبر للصادرات السورية في مواجهة الظروف والعقبات التي يفرضها الحصار الاقتصادي الجائر إضافة إلى معرض الأغذية العالمي الذي سيقام خلال شهر تشرين الأول في روسيا.
ووفق محمد أرسلت وفود إلى الجزائر لإعداد دراسة كاملة وشاملة للعلاقات التجارية التي يمكن تأسيسها مع الفعاليات الاقتصادية فيها وتنظيمها بما يحقق الفائدة على المنتج السوري ومصنعيه ومصدريه إضافة إلى أنه يتم العمل حاليا على فتح السوق الإيرانية أمام المنتج السوري وتم إرسال حاوية من الألبسة بمختلف أنواعها مؤكدا أن السوق العراقية أصبحت من أهم الوجهات الأساسية للتصدير حيث تلاقي المنتجات السورية رواجاً كبيراً هناك إضافة إلى أن الاتحاد يسعى الى فتح اسواق للمنتجالسوري في الصين وسلطنة عمان وروسيا وبيلاروس.
ويقوم الاتحاد حاليا وفقا لمحمد “على فتح المعابر البرية مع الدول المجاورة لسورية من خلال التواصل معها ولا سيما الأردن والعراق ولبنان” إضافة إلى تنظيم حركة الناقلات والعبارات البحرية إلى “مصر والسعودية” معتبرا أن إغلاق المعابر البرية أمام الصادرات السورية وفارق سعر الصرف أثر سلبا على حركة الصادرات علما أن المنتج السوري مرغوب في مختلف دول العالم.
وبالنسبة للقطاع الزراعي يشير محمد إلى تشكيل لجان قطاعية فرعية للمنتجات الزراعية في مختلف المدن السورية وافتتاح سوق لنباتات الزينة في الخليج وتخصيص قطعة أرض للاتحاد على أوتستراد العدوي لإقامة بورصة للزهور مؤكدا وجود تعاون مطلق مع الحكومة في مختلف المجالات وتوافق على أي طرح واضح المعالم ومن شأنه خدمة الاقتصاد الوطني.
ويقول أحد التجار في دمشق إن “التصدير مستمر وأنه تمكن مؤخراً من فتح خط تصدير إلى استراليا وليبيا التي تعد من أهم الدول المستوردة للألبسة السورية رغم وجود الحرب فيها إضافة الى الأردن والعراق ومصر التي ازداد طلبها مؤخراً على منتجات الألبسة السورية” حيث تبين خلال إحصائية أجريت مؤخراً أن 50 بالمئة من تجار الألبسة السوريين يصدرون بضاعتهم إلى مصر.
وانخفضت الصادرات السورية حسب هيئة تنمية وترويج الصادرات بنسبة 90 بالمئة في عام 2013 عن العام الذي سبقه وعادت لترتفع 8 بالمئة في عام 2015 متوقعة أن تحقق المنتجات الزراعية هذا العام فرصا كبيرة للتصدير بسبب التحسن الكبير الذي تشهده المواسم الزراعية السورية ونمو المنتج الصناعي لأن قسما كبيرا من المناطق الصناعية يعود تدريجيا للإنتاج حتى في ظل الأزمة .
وكان السجل التجاري الجزائري صنف سورية في المرتبة الثانية من حيث حجم الأعمال الخارجية في الجزائر مع وجود أكثر من 1300 نشاط سوري حيث تم خلال شهر تموز المنصرم منح ما يقارب 300 تأشيرة دخول لأشخاص سوريين إلى الجزائر علما أن نسبة التأشيرات التي حصل عليها رجال الأعمال تصل إلى أكثر من 50 من العدد الإجمالي للتأشيرات التي تم منحها .