أرقام سورية

ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية «تكوي» جيوب طالبي العلم وتكلفة إكساء الطالب تصل إلى 45 ألف ليرة

سينسيريا  ـ وسيم وليد إبراهيم:

العام الدراسي الجديد «يطرق الأبواب» كما يقال، ليكمل الثالوث المرهق للأسر السورية، فبد رمضان والعيد أتت المدارس وما تحمله من أعباء مالية كبيرة ترهق كاهل الأسرة، وبالطبع ليحل بعد هذا الموسم موسم “المونة” الذي سيدعم من زيادة الأعباء المالية.

أسواق دمشق وريفها شهدت استعداداً لـ«موسم المدارس» وفق المصطلح التجاري، ولكن أيضاً قابلت المستهلك بأسعار مخيفة ومتضاعفة عن السنوات الماضية، تصل إلى أكثر من 100% في بعض المستلزمات مثل الدفاتر والأقلام، وتصل إلى 65% للألبسة والأحذية والحقائب المدرسية.

ذوو الدخل المحدود وحتى أصحاب الدخل المرتفع باتوا يشكون من ارتفاع الأسعار بشكل عام، ولكن يبقى ذوو الدخل المحدود والعاطلون عن العمل هم الأكثر تأثراً، فالأسرة التي لديها أربعة طلاب في المدارس تحتاج لتجهيزهم مدرسياً إلى أكثر من 40 ألف ليرة كحد وسطي، أي ضعف الراتب للشخص الموظف وهو رقم صعب جداً بالنسبة للعاطل عن العمل.

الخبير الاقتصادي عمار يوسف أوضح في تصريحه لـ”سينسيريا”، أنه بالنسبة للمدارس العامة تتراوح تكلفة الطالب الواحد وبواقع أسعار مرتفعة جداً للوازم المدرسية تصل فيه سعر الدفتر العادي 200 والقلم إلى 150 والممحاة 100 والبراية 100 والحقيبة الجيدة أقلها 3500 وأغلاها 7000 ليرة سورية وعلبة الألوان بسعر وسطي 500 ليرة سورية واللباس إلى ما يقارب 5000 ليرة سورية .

مشيرا إلى أن الطالب الواحد وحسب طلبات المدرسين الجائرة في أحيان كثيرة تتراوح كلفة الطالب الواحد مابين 15000 ليرة سورية وحتى 20000 ليرة سورية بالنسبة لبداية افتتاح المدارس وتستمر هذه النفقات في الأشهر التالية للمدرسة لتصل بحدود 500 ليرة سورية شهرياً بدون أجور النقل طبعاً، وهذه لو تم احتسابها لتضاعف المبلغ مرات عديدة .

الخاص يحتاج إلى 45 ألف ليرة..

أما بالنسبة للتعليم الخاص فقد أوضح يوسف أنه في الغالب يتم إضافة ثمن الكتب واللباس إلى قسط المدرسة حيث يصل حجم المبلغ المضاف بحدود عشرون ألف ليرة سورية وسطياً في بداية العام الدراسي ولوازم لباس وكتب وبعدها يأتي دور المدرسين ضمن طلباتهم الغير مسبوقة، إذ يطلبون أنواع محددة من الألوان أو من الدفاتر مما يجعل الإرهاق  يصيب الأهل بحجة أنه لا يوجد شخص يسجل أولاده في مدرسة خاصة، ولا يستطيع تأمين المتطلبات الدراسية حتى لو كانت أضعاف مضاعفة مما يرفع مجموع المطالبة إلى ما يزيد عن 20000 ليرة سورية إضافة للمبلغ الأساس المقبوض سلفاً مما يجعل المبلغ كاملاً يصل حتى 40000 ليرة سورية .

وبالنسبة للطلاب هنالك فرق بين طالب ابتدائي و الإعدادي والثانوي حيث يتراوح فرق المبالغ بحدود 20% نزولاً وصعوداً حسب السنة الدراسية .

أما عن الحلول، فقد أشار إلى أنها تتمثل بأن يتم تعميم من قبل وزارة التربية بعدم إرهاق الطلاب وأهاليهم بنفقات لا داعي لها بل والأكثر من ذلك أن يتم تحديد كمية القرطاسية بطريقة مدروسة من قبل الوزارة وعدم ترك المدرسين يطلبون ما يريدون من الطلاب من قرطاسية إضافة إلى محاولة دعم قطاع القرطاسية في المدارس من خلال اعتماد نماذج محددة للدفاتر والكتب تقوم الدولة بدعمها توفيراً على الأخوة المواطنين .

لافتا إلى أنه لو كان لدى العائلة السورية المكونة من خمسة أفراد أب وأم وثلاثة أطفال  لتوجب في هذا الشهر دفع ما يزيد عن 35000 خمس وثلاثون ألف ليرة سورية وسطياً للطلاب في المدارس العامة ومبلغ 45000 خمس وأربعون ألف ليرة سورية لطالب المدارس الخاصة .

ويبقى أن نؤكد على أن الرقابة التموينية عاجزة في الوقت الحالي عن ممارسة أي دور في ظل الصراع الشديد بين التجار من أجل التسابق على رفع الأسعار، فها هو القانون الجديد قد صدر ولم يعكس حتى تاريخه أي أثر إيجابي لمصلحة المواطن، مع الإشارة إلى أن مؤسسة سندس هي المؤسسة الوحيدة التي تتدخل بأسعار جيدة وتقل عن أسعار السوق بما يخص المستلزمات المدرسية بنسبة تصل إلى 30% لبعض المستلزمات، وقد تجد فيها الأسر محدودة الدخل باب رحمة لجيوبها..!

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى