أردوغان متمسك بـ«مقاربات» بوتين للتقارب مع دمشق
رجحت مصادر اقتصادية عربية في مدينة إسطنبول ثبات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان على مواقفه التي أبداها حيال التقارب مع القيادة السورية. كما أن المصالحة معها تتقدم سلم أولوياته في المرحلة المقبلة لعوائد اقتصادية وانتخابية مجزية.
وقالت المصادر في تصريحات: إن أردوغان ليس بوارد الانقلاب على «التفاهمات». التي توصل إليها في قمة «سوتشي» الأخيرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وهو بصدد إظهار المزيد من بوادر حسن النية حيال دمشق لتحقيق انفراج في العلاقة المتأزمة معها. منذ بدء الحرب على سورية، بعد تسوية المسائل الخلافية بينهما.
ضرورة التقارب
ورجحت المصادر أنه وبعد حملة التصريحات من مسؤولي نظام أردوغان، التي ركزت على ضرورة التقارب مع دمشق. فإن الفترة المقبلة ستشهد جملة من الإجراءات لتنفيذ «المقاربات» الروسية. التي تدفع بالعلاقة السورية – التركية إلى طريق المصالحة، بعد عقد جولة من المفاوضات الأمنية بين استخبارات البلدين.كما أظهرت التسريبات أنها بحاجة إلى تجسير التقارب وبرعاية موسكو لتقريب وجهات النظر وحل نقاط الاختلاف. في ما يتعلق بشروط كل طرف للبدء بالحوار السياسي.
ورأت أن الحوار السياسي المرتقب قد يتعثر، لكنه لن يتأخر بسبب حاجة الجانب التركي إلى إحراز تقدم في أمور جوهرية قبيل الانتخابات التشريعية والرئاسية التركية المقررة في حزيران 2023. ومنها وضع الميليشيات الكردية عند الحدود الجنوبية لتركيا ومشكلة اللاجئين السوريين في تركيا.
سلة موسكو
وبينت المصادر أن من مصلحة أنقرة مستقبلاً وضع معظم بيضها في سلة موسكو على حساب سلة واشنطن، بعدما اتضح للعيان أن الأخيرة باتت منحازة وبشكل مطلق للعدوين اللدودين لنظام أردوغان. وهما اليونان وأكراد سورية، الأمر الذي يفرض تحولاً إستراتيجياً في علاقات تركيا بالولايات المتحدة التي تسعى إدارتها إلى إضعاف أردوغان وإلحاق هزيمة انتخابية به وبحزبه الحاكم «العدالة والتنمية» أمام المعارضة التركية. وهو ما صرح به صراحة الرئيس الأميركي جو بايدن خلال حملته الانتخابية.
وعليه، ترى المصادر أن البراغماتية باتت مطلوبة من أردوغان على حساب الأيديولوجيا الضيقة. لجعل العلاقة مع روسيا رافعة حيوية لمواجهة ضغوط الغرب على تركيا. الأمر الذي يصب في خانة دعم مبادرات تقاربها مع القيادة السورية. وفي ظل تطلعاتها كي تصبح المركز الأول لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا. أو ربما اضطلاعها بدور مهم في إعادة إعمار سورية، إذا ما أتمت عملية المصالحة معها بنجاح مستقبلاً. وعلى أمل تعويض الخسائر المادية الكبيرة التي صرفتها في سورية خلال سنوات الحرب.
إذاً، التقارب التركي – الروسي الحاصل راهناً، ليس تكتيكياً في سياسة أردوغان الخارجية، وإنما إستراتيجياً وفي إطار التبدلات الإقليمية والدولية التي فرضت نفسها في المنطقة. ومن ضمنها حاجة الدول الفاعلة في الملف السوري إلى إيجاد حل للأزمة التي أثرت في دول الجوار والإقليم. وبات حلها يستلزم تقديم تنازلات تركية تحقق مصالحها على المدى الطويل، وفق قول المصادر.
الوطن